٦ أبعاد أساسية لتحقيق الرفاهية النفسية

2657
1
3

دعونا نبدأ اولا بالتنويه عن علم النفس الايجابي كأحد فروع علم النفس، والذي حصل على اهتمام الجميع في العقود الماضية، وذلك بعد أن لاحظ العلماء، أن اهتمام علم النفس في الماضي كان بالاضطرابات ونقاط الضعف فقط، ولم يهتم بالوقاية من الأمراض ونقاط القوة لدى الإنسان، واكدوا أن الوقاية قبل الاضطراب وتحسين حياة الإنسان هو أحد أهداف علم النفس التي تم اغفالها لسنين، وأكد سليجمان مؤسس علم النفس الايجابي أنه لن يستطيع الإنسان الوصول لأفضل طاقاته إلا من خلال التركيز على نقاط القوة والوقاية مثلما يركز على نقاط المرض والضعف.
وقد طرح علماء النفس الإيجابي مصطلح ( الرفاهية النفسية ) في العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت خلال العقود الأخيرة بحثا منهم عن جودة حياة أفضل للإنسان وتمتعه بصحة نفسية جيدة. وقد كشفوا أن الرفاهية النفسية تساعد بدورها في التقدم وظيفياً، وتحسين العلاقات وتقدير الذات، العمل على الأساليب الفعالة في اتخاذ القرارات مع العلاقات السلبية والقلق والاكتئاب
ودعونا نطرح تساؤل، من منا لا يبحث عن السعادة؟ وعن الرفاهية النفسية؟
وفي تقديمهم لمفهوم الرفاهية النفسية حدد ريف. عام ١٩٨٩ سته أبعاد أساسية ضرورية من أجل تحقيق الرفاهية (السعادة) النفسية:
 
١) الاستقلالية :
وهي تعكس قدرة الفرد على الاعتماد على نفسة في مختلف جوانب حياته، واتخاذ القرارات الشخصية. وأنه كلما تمتع الإنسان بقدر جيد من الاستقلالية استطاع أن يشعر على نحو أفضل تجاه نفسه وتجاه الآخرين.
 
٢) التحكم والتفوق البيئي :
وهي قدرة الفرد على الإلمام بزمام الأمور التي تقع في نطاق مسئوليته الشخصية، مثل قدرته على إدارة قدراته والتحكم بها من أجل تحقيق نجاح في احد الأمور .
 
٣) التنمية والتطور الشخصي :
هي قدرة الفرد على التطور والنمو والتكيف مع الحياة التي أصبحت في هذا الزمان تتطور بشكل سريع،  ونستطيع أن نتخيل إذا توقف الشخص عن التطوير من ذاته كيف سيكون حاله وكيف سيستطيع التكيف، والمثال الأشهر التطور التكنولوجي، وكيف نحاول أن نجري لنطور من أنفسنا لنلحق به.
 
٤) العلاقات الايجابية مع الآخرين :
للعلاقات الإيجابية في حياتنا تأثير كبير، والعكس صحيح، فهي إحدى أبعاد الرفاهية النفسية التي نبحث عنها جميعاً، فوجود أشخاص تفهمنا وتحبنا وتقبلنا وتترك لنا أحاسيس إيجابية تجاه أنفسنا يساعدنا على تقدير الذات والرضا .
 
٥) الهدف من الحياة :
يحتاج كل منا أن يضع هدف لوجوده في الحياة أشبه ما يكون بمعنى من وجوده، ومن خلال هذه الهدف، نضع اهدافنا طويلة وقصيره المدى، وكذلك الأهداف اليومية، ليرتكز داخلنا المعنى من حياتنا فلا نقع في دوامات الحياة الغير منتهية.
 
٦) قبول الذات :
دعنا نتفق أنه لن نستطيع تغيير أي شيء لا نقبله، فنحن نحتاج أن نقبل مشاعرنا قوتنا وضعفنا، احتياجاتنا، و أخطائنا، نقبل كوننا بشر، نقبل أنفسنا،...
 
إذا عملنا على تحقيق أفضل النتائج في الأبعاد السته السابقة، فسوف يتحقق ما يسمى بالرفاهية النفسية، ولكن تذكر جيدا، من حقنا أن نتحسن ونتأخر وأننا لا نستطيع تحقيق الكمال في هذه الأبعاد، بل إن كل ما نحتاجه أن نظل نسعى ونجتهد، ونعمل على تحقيق ما نصبو إليه.

كيف تقيم هذه المقالة؟

سئ

جيد