ماذا يحدث عندما نمر بفقدان عزيز أو حدث صادم؟

2189
0
0

جميعنا يمر بمشاعر حزن والفجيعة في مرحلة ما من حياتنا. قد يكون من وفاة أحد أفراد الأسرة ، أو فقدان وظيفة ، أو نهاية علاقة ، أو أي تغيير آخر يغير الحياة كما تعرفها.


من أين أتت مراحل الحزن؟
في عام 1969 ، كتبت طبيبة نفسية سويسرية أمريكية تدعى إليزابيث كوبلر روس في كتابها "حول الموت والموت" أن الحزن العميق يمكن تقسيمه إلى خمس مراحل. جاءت ملاحظاتها من سنوات من العمل مع الأفراد المصابين بأمراض قاتلة.
أصبحت نظريتها في الحزن معروفة بنموذج كوبلر روس. على الرغم من أنه تم تصميمه في الأصل للأشخاص المرضى ، فقد تم تكييف مراحل الحزن العميق هذه مع تجارب أخرى مع الخسارة أيضًا.
قد تكون المراحل الخمس للحزن هي الأكثر شهرة على نطاق واسع ، لكنها بعيدة كل البعد عن المراحل الشائعة الوحيدة لنظرية الحزن. توجد العديد من المراحل الأخرى أيضًا ، بما في ذلك المراحل ذات السبع مراحل والمراحل ذات المرحلتين فقط:


1- الانكار
هذه أول مرحلة نمر بها عندما نفقد عزيز، أو نمر بحدث صادم، وفي هذه المرحلة نحاول انكار ان هذا بالفعل حدث في محاولة للهروب من الواقع الشديد وهذا الألم العميق داخلنا، كحيلة دفاعية تنشأ من أنفسنا في محاولة للهروب، غالبا يستطيع كل منا تذكر موقف خلال حياته كان صادم بشدة، فحاول أول مرة عند سماعه انكار حدوثه بالفعل.
تختلف مدة هذه المرحلة من شخص لآخر، حسب بنيته النفسية، وتمر لتأتي المرحلة التالية.


2- الغضب
في هذه المرحلة ينتهي الانكار داخلنا ليبدأ الغضب الشديد من الواقع والحقيقة، فتمتلأ نفوسنا بالغضب بقدر حجم هذا الحدث في حياتنا، ولا تستمر هذه المرحلة ايضا الى الأبد، تختلف مدتها من وقت لآخر، فقد تجد اشخاص لم يختبروا هذه المرحلة لمدة طويلة، وهناك من استمرت هذه المرحلة لوقت طويل في شعور عارم بالغضب وعدم القبول لكل شيء.
وتنتهي هذه المرحلة ايضا وتمر لتأتي بعدها المرحلة التالية.


3- المساومة
عندما ينتهي الغضب داخلنا تحاول نفسنا تجنب الألم مرة ثانية في محاولة للمساومة مع الحياة، من خلال أفكار تساوم بين حدوث تلك الفجيعة وبين أمر آخر، وعندما تفشل جميع المساومات. تمر مرحلة المساومة وهي المرحلة الثالثة لتأتي المرحلة الرابعة بعدها.


4- الاكتئاب
وهنا يقع الفرد في براثن الألم النفسي، الحزن العميق، مشاعر الاكتئاب الشديدة، بعد ان يدرك وعينا أن لا هروب من هذا الألم، ولا هروب من حقيقة حدوث هذه الفجيعة، أو هذا الفقدان، فتنهار دفاعاتنا، ونقع داخل هذا الألم العميق.
من المهم هنا ادراك ان هذه المرحلة لا تعني الاصابة بالاكتئاب الاكلينيكي، انما هي اعراض تشبة للاكتئاب ولكنها لا تستمر كثيرا، اذا استمرت هذه المشاعر لشهور وبدا الفرد يعجز عن الوفاء بالالتزاماته وانتاجيته، قد تكن هذه اشارة لاحتياجة لزيارة متخصص نفسي فقد يكن يتعرض لنوبة اكتئاب حقيقية. ويحتاج للمساعدة.


5- التقبل
وهذه هي المرحلة الأخيرة والتي تأتي بعد هذه المراحل الشاقة، فيبدأ الفرد في تقبل حدوث هذا الحدث الصادم، فيطلق يداه تتقبل هذا الواقع والحزن المرير، وبهذه المرحلة يكون الفرد تجاوز فعليا هذا الحدث، ويستطيع استكمال حياته بصورة طبيعية حتى ولو ظل داخل نفوسنا رواسب لبعض الحزن من هذا الحدث العميق.
من المهم مهم اخيرا ان ندرك ان هذه المراحل نمر بها جميعا، يختلف مدة كل مرحلة من شخص لآخر، وقد يستمر بعض الأشخاص في احد المراحل بصورة مرضية قد تحتاج الى تدخل متخصص والخضوع للعلاج النفسي.

كيف تقيم هذه المقالة؟

سئ

جيد